غيابكَ مؤلم (سمر)
عزيزي أسمر .. كم هو مؤلمٌ غيابك، يُكاد الشوق يحرق مُهجتي، وقد ذبلت ابتسامتي، وجفت مآقي، وذوى عودي فأصبحتُ ناحلةً لا أشبهني من قريب أو بعيد . يسألني من حولي عن ما أعاني وأشكو، فلا أُجيد البوح، وأختلق الحكايات .. .. قرأتُ رسالتك الأخيرة، التي هطلت كلماتها عليّ كطلٍ خفيف، فأسكنتُها بين الحنايا، وقد تبللت ببحر الدموع، فماذا عساي أن أفعل، وكيف السبيلُ إلى لقائك دُلني؟ وأنت تعلم بأني لا أملك من أمري شيئاً ولا حيلة لي حتى أحتال .. .. ملاذي .. أتذكر ذات ليلةٍ بيضاء؟ حين التقيتُ بعينيكَ الآسرتين في إحدى منتزهات لندن؟ كانت تحفُكَ هالةٌ من نور سرمدي، تحت أشجار الزهر التي تعبق بروائح باذخة، تغمر المكان بأريجها المخملي؛ حينها ارتعش قلبي كعصفورٍ خائف، وإني لأجزم بأنك شعرت بذات الشيئ حينما اتسعت حدقتا عينيكَ، وافترت شفتيكَ عن ابتسامةٍ رائقة .. .. منذ تلك اللحظة علمتُ بإني وجدتُ ملاذي وحطمتُ مجاديفي على شاطئكَ الأسمر، علي أستقرُ فيه بعد طول عناء...