إلى أمي
"إلى أمي"
"سلام الله على عينيكِ" ملهمتي وسندي في هذه الحياة الموحشة.. معلمتي الأولى ومهندسة طريق حياتي.. خذيني إلى "هناك".. إلى حضنكِ الدافئ، فأنا "أحتاج قلباً" يضم قلبي برفقٍ وتؤده..
علمتُ بأنني "رُزقت الحلال" عندما أهداني الله قلباً كقلبكِ.. فوالله أن الدنيا أمام عينيكِ لا تساوي عندي حفنةً من تراب.. فأنتِ تعلمين أن "عيناكِ قدري" للأسباب التي تعلمينها.. فعندما أنظر إليهما تضحكان فكأنني أرى "ألف شمسٍ مشرقة".. وثغركِ الباسم هو منتهى أملي ودار خُلدي.. لعُمري أن كفيكِ المرفوعتان لله في لحظة خشوعٍ تدعو لي بخيري الدنيا والآخرة لهما جنتان نضاحتان.. فبأي شيء أبتدي وبأي شيء أنتهي؟
جفَّ قلمي وعجزت عباراتي في وصفكِ يا ملاكي.. اعتليتُ جبال اللغة وبُحّ صوتي "ورددتِ الجبال الصدى".. فهُمتُ على وجهي أبحثُ عن معاني تصفكِ ولم أكتشف معنى أبلغ من "إني رُزقتُ حبكِ"..
"أمي كاملة عقلٍ ودين"، كيف لا؟ وهي من تملك زمام الامور عندما تلمُّ بنا الملمّات.. امرأة لا تحنيها المصاعب بل تلين تحت يديها.. ومن مدرستها تعلمتُ بأن الإسلام هو "الدين النصيحة"، ورسالة الأنبياء ومنهج العقلاء ودرب الفضلاء..
حفظكِ الله يا من تحت قدميها جنتي وأدامكِ لعينٍ بهجتها النظر إلى وجهكِ وتقبيل كفيكِ، ورحم الله كل أمٍ توفاها الله بقدرته وحكمته وتغشاها بوافر رحمته وعطفه..
ميثاء الراشدي
٣/١/٢٠١٨
تعليقات
إرسال تعليق