لا تخرجي في موعد مع رجلٍ يحبُ الكتابة

"لا تخرجي في موعد مع رجلٍ يحبُ الكتابة"

عزيزتي الفتاه، أرجو بأن لا تخرجي في موعد مع رجلٍ يحبُ الكتابة، وإليكِ أسبابي:
  • في البداية سيطرق بابكِ المزين بألوان الفرح والابتسامات، وبمعاني الشغف والطموحات، سيحاور عقلكِ، ويشارككِ إنجازاتكِ، وسيزعم أنه سيحارب العالم لأجلكِ حتى تكوني أفضل وأبرع الفتيات، حتى لا تشكي في نواياه، فهو يعرف من أين تؤكل الكتف..
  • ثانياً: ستهيمين عشقاً بكلامه المعسول فهو يُجيد صناعة الكلام، سيطوق خصركِ الدقيق بأعذب العبارات، سيملأ قلبكِ الرقيق بأجمل ما قيل في عالم العشاق، ستذوبين في بحر الغزل وستغرقين ولا منقذ..
  • ثالثاً: سيُهديكِ قصيدة، خاطرة أو مقالةً طويلة بإسمكِ، يتغنى فيها بجمالكِ الفتّان، وبعقلكِ الفذ، وبموهبتكِ الفريدة، ستطيرين فوق السحاب ولا شك، وسينتصر عليكِ مرة أخرى يا حلوة..
  • رابعاً: سيضمن بقائكِ بجانبه، تساندينه وتدعمينه بكل عبارات التشجيع، فهو ككل الرجال يعشقون التبجيل والتصفيق، ستلهمينه في كثيرٍ من الأحيان، ولكنه لن يشير إلى اسمكِ بإصبعه الذهبية في العلن، وإنما ستبقين قابعةً في صندوق الرسائل الخاصة..
  • خامساً: مرحى! فأنتِ الآن من ضمن عالم الفتيات المعجبات بالسيّد الكاتب المحترم، وعندما تحاولين المطالبة بحقكِ في الوصال، سيخترع الحجج للتسرب من بين يديكِ؛ فهو مشغولٌ دائماً لماذا لا تفهمين ذلك؟ ولا تقلقي فهو لن ينساكِ أبداً وسيتصدق عليكِ بساعةٍ بعد منتصف الليل، بعد أن يرتدي قناع الرجل الرزين، الذي أصبح يكرهُ بكاؤكِ المتواصل وتُقلقهُ عاطفتكِ المفرطة ولا يفهم معنى غيرتكِ الزائدة..
  • سادساً: حالتكِ النفسية في الحضيض، وقلبكِ مكسور، والحبيب لاهٍ ساهٍ، فهو لا يفهم حقاً كيف تفكر النساء، ويعتقد بأنهن مفرطاتٌ في العاطفة والدلال، وأنهن متطلباتٌ بشكلٍ غير معقول، فمن ذا الذي يجد الوقت الكافي للأحاديث الفارغة والتعبير عن المشاعر المتوهجة؟ فالأهم هو الفعل وليس القول!
  • سابعاً: تحاولين أن تفهمي أسباب الجفاء والابتعاد، ولكن لا تصلين إلى مبتغاكِ، فأنتِ تعلمين بأنه لا يمكن مبارزته في تحوير الأحاديث وقلب الطاولة عليكِ، فأنتِ المخطئة دائماً، لأنكِ لم تحاولي فهمه، ولم تقدِّري وضعه، فهو كاتبٌ مشهور، وليس من المعقول أن يتفرغ لكِ ولأحاديثكِ التافهة..
  • ثامناً: سيُحاول جهده بأن تبقيا على تواصل، فهو بحاجة لمعجبات وبحاجة للدعم كما تعلمين، وسيُقنعك بأن يتحول الحب إلى صداقة، وصدقيني ستندمين إن وافقتي ودُستي على قلبكِ وكرامتكِ، فالرجل عندما يقرر أن ينزع تاج الحب من رأسكِ لينزلكِ منزلة الصديقة، صدقيني أنه جادٌ مائة بالمائه ولن ترتقي إذاً أبداً..
  • تاسعاً: سيمرُ عليكِ مرور الكرام، فما أنتِ إلا فتاةٌ عادية أحبها ذات يوم، وألهمته بعض القصائد والأشعار، سيحييكِ من بعيد، وسيبتسم لكِ ابتسامةً باردة كرمى للأيام الخالية، ولا تحلمي بأكثر من ذلك، حتى لا يؤلمكِ السقوط من برج أحلامكِ العاجي..
  • عاشراً: ستبقين في قصائده وليس في قلبه، فهكذا هم بعض الشعراء "يقولون ما لا يفعلون"، والأمر ينطبق على إخوتهم الكتّاب، فاعلمي رعاكِ الله بأن من يحبكِ لن ينام ودموعكِ تُغرق وسادتكِ، ولن يهرب منكِ تأففاً وضجراً، وسيضبط ساعته بتوقيتكِ، وسيحارب العالم لأجل ابتسامةٍ تنبتُ على خديكِ..
..
ميثاء الراشدي
..

١٧/٩/٢٠١٨

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وسيلة وليست غاية! 💕

من أنت في الحُب؟ ♥️

علمني كيف أنسى! 💔