لو كان لي من الأمر شيئاً!
لو كان لي من الأمر شيئاً!
..
لو كان لي من الأمر شيئاً لكنتُ الآن أعيش في إحدى ضواحي لندن المزدحمة، أجلس خلف مكتبي الصغير في شقتي المتواضعة، ذات الشرفة الصغيرة المطلّة على عين لندن العملاقة، وفي صدر الشرفة يتربّع كرسيين وطاولة شايٍ صغيرة، وعلى حوّاف الشرفة أضع أصيصاً للورد وآخر تحتله نبتة صبارٍ صغيرة تبتسم للشمس كل صباح..
..
لو كان لي من الأمر شيئاً لكنتُ أمتلكُ قطةً صغيرة، ذات فروٍ أبيض، وعينين ساحرتين بألوانٍ مختلفة كجوهرتين مشعتين، تأسران كل من ينظر إليهما، تستقبلني عند الباب كلما عدتُ من عملي الجديد، الذي حصلتُ عليه مؤخراً في إحدى المجلات الثقافية، وتلتصق بساقَي بغنجٍ، حتى أطعمها، وأحضِّر لها حماماً دافئاً، ثم تتكوّر في حضني مبتهجةً بعينيها الناعستين..
..
لو كان لي من الأمر شيئاً لكنتُ أمتلكُ سيارةً صغيرة، لا يهم من أي طرازٍ أو من أي شركة، أصحبها في الطرقات الطويلة والمشاوير القصيرة، وأخترع الحجج حتى أخرج من شقتي وأستمتعُ بصحبتها، أستمعُ إلى أغانيَّ المفضلة، وأُطلقُ العنان لصوتي الشجي ليُشارك الفنان في أغنيته، لا يهم إن كان صوتي مزعجاً، ما دمتُ أشعر بالسعادة، وأحلّق عالياً مع صديقتي الصغيرة الوفية، التي لن تعتذر لي أبداً كلما طلبتُ منها الخروج معاً..
..
لو كان لي من الأمر شيئاً!
..
_تمت_
ميثاء الراشدي
..
١٤/٩/٢٠١٨
تعليقات
إرسال تعليق