امرأةٌ تقرأ، امرأةٌ لا تُهزم..!
امرأةٌ تقرأ، امرأةٌ لا تُهزم..!
لقد كنتَ تعيساً يا عزيزي حين أحببتَ فتاةً شغوفةً بالكُتب، فتاةٌ لا تُغريها تفاهات فتيات هذه الأيام، فتاةٌ كل همها كيف تقتني كتابٍ معيّن، وينقبض قلبها حزناً حين تنهيه، فتاةٌ تُبكيها رواية وتُضحكها أخرى، فتاةٌ تُعامل كتابها كإبنٍ بكرٍ لها، لا ترضى بأن يمسسهُ أياً كان ولو بمحض المصادفة، فتاةٌ تهتم بنضج عقلها أكثر من اهتمامها بشكلها..
..
كم كان حظكَ سيئاً لأن حبيبتكَ لا تهمها المظاهر الخادعة، ولا الألقاب الرنانة، فتاةٌ برزانتها وثقلها لا يليقُ بها إلا من يفهم تفكيرها وعقلها، ويغوص في مكنونات نفسها، ويُجيد اختيار الكلمات المناسبة ليملك قلبها.. فتاةٌ صعبة المراس، لا تحني رأسها لكل هبة ريح، بل تقف شامخةً في وجه العواصف الهوجاء، ثابتة الأقدام، متزنة الأحاسيس..
..
ولا تخف عليها يا حبيبي، فإنك حين تتركها بمحض مزاجيتك الرعناء، فإنها لن تبكي حظها، ولن تذرف دمعةً غاليةً إثرك، بل سينزف قلبها حبراً لأيامٍ على أوراقها البيضاء، وسترتعشُ أصابعها كلما خطّت كلمة "أحبك" في مذكراتها، وسيزورها الصداع كلما راودتها صورتك، أو داعب صوتك خيالها، ولكن كما قلتُ لك سابقاً، أن هذه الأعراض ستستمر لأيامٍ فقط..
..
ففتاة تقرأ لا تُهزم أبداً يا سيّدي، بل الحياة تخسر أمامها، تستيقظ من رماد الموت كعنقاء باهرة الجمال، بقوتها وعزيمتها وحبها للحياة، وتلجأ إلى مكتبتها الأثيرة، مؤنستها ورفيقتها في جُل أوقاتها، وحالما تُمسك بيديها كتاباً، ستغوص فيه، ولن تنساك فقط بل ستنسى الدنيا برُمتها، فالكلمات بالنسبة لها كضماداتٍ تلفُ على قلبها لتسكّن آلامها ولتجفف مآقيها..
..
ميثاء الراشدي
٢٦/١٢/٢٠١٨
حقا إنها لا تهزم
ردحذفففي أحضان الكتب كل العزاء والسلوى
وخاصة القرآن الكريم ربيع القلوب
جميل ميثاء.. القراءه جمال
ردحذفممتاز عزيزتي أستمري
ردحذفكم لامست حروفك شغاف قلبي! وإن من البيان لسحرا
ردحذفماشاءالله عليك
ردحذفكتاباتك رائعه بالتوفيق حبيبتي
وانتي متميزه دائما فميزي بالافضل
رائعة احببت المقال كثيرا... القراءة تخفف الصعاب في حياة الإنسان.. بارك الله فيك
ردحذفالقراءة عالم فسيح من الخيال والجمال وهي متنفس حقيقي ووهمي للهروب من الواقع إلى واقع أجمل 🌷
ردحذفابدعتي
ردحذفابدعتي ماشاء الله الله يحفظك
ردحذف