رسالة لن تصل! 💌
رسالة لن تصل!
أما كفاني ما ألقاهُ من زمني
حتى أقاوم فيك الشوق والزمنَ
-فاروق جويدة
ربما هذه الرسالة لن تصل إليك، فقد تبدلت العناوين، وانقطعت السبل بيننا، ولم تحُل بيننا جبالٌ أو بحار، وإنما كبرياءٌ ولامبالاة وإهمالٌ وشُحٌ في التواصل، أجل يا صديقي فلا ذنب للجغرافيا أبداً بما يحولُ بيننا، وأنت تعلم ذلك.. ولكن لِما أكتبُ هذه الرسالة على أيةِ حال إن كُنت لن تقرأها؟ وإن قرأتها فربما بمحض المصادفة، وستتعجب منها وستتسائل بينك وبين نفسك يا تُرى من تقصد بحديثها؟؟
..
أحاول جاهدةً صياغة جملة مفيدة في هذه الرسالة المتذبذبة، والتي ترتعش فيها الكلمات وجلاً، ويتراقص معها قلبي نزقاً، ألملم أوراقي المتناثرة، وأحاول رص الحروف المتقافزة بجانب بعضها علّها تصف القليل مما أشعر به.. تندلق محبرتي على الأوراق البيضاء، فتمتلأ أوراقي سواداً، أحاول إمساك أقلامي علّي أُنقذها من هذه الفيضانات، فتتلوثُ يداي بالحبر المسكوب.. أنظر إلى يداي المضمختان بالسواد وأحدِّثُ نفسي: "هل كان ينقصني هذا حتى أتذكر ما أنا به الآن؟"..
..
أحاول تنظيف المكان وترتيب أفكاري المشتته، أُحضر أوراقاً جديدة وأضعُ نظارتي فوق أنفي الصغير، لأبدو أكثر جديةً وأنا أحاول جر الكلمات جراً من عقلي، أجل فكما تعلم بأن الكتابة عملية ليست باليسيرة، وتحتاج إلى تركيزٍ عالٍ وذهنٍ صافٍ و...، حسناً! أنا آسفة جداً فقد أسهبتُ في مقدمتي وتبريراتي، ونسيتُ بأنك شخصٌ لا يحبُ التبرير، لذلك سأبدأُ من فوري..
..
إليكَ أكتبُ هذه الرسالة، وأنا أعلم بأنها لو وصلت إليك، فإنها ستكون مصادفةً جميلة، وسأكون ممتنةً للقدر الذي أوصلها لعنوانك.. أعلم بأنه لم تمضِ سوى أيامٌ قلائل منذ آخر مرةٍ استلمتُ منكَ رسالةً قصيرة ولو أنها كانت رسالةً عادية باهتة خالية من معاني اللهفة، ولكن لا بأس بأن أكتب لكَ يا صديقي.. لعلكَ تتعجبُ مني حين أناديكَ بصديقي، لا تعجب يا عزيزي، فأنت من أراد ذلك..
..
حبيبي.. أقصد صديقي الغالي..
لا يُريبكَ مني صمتي ولامبالاتي، فإنها ليست سوى قناعٌ أرتديه لأخفي خلفها ما أكنهُ لك من الحب والشوق، أعلم بأن أمري لا يهمكَ بشيء، ولكنني لا زلتُ أراقبك من بعيد، ولا زلتُ أفتشُ عن اسمك في قائمة الأسماء في هاتفي، ولكنني أجبن من أن أبعث إليك برسالة محملة بأشواقي ولهفتي؛ ربما يمنعني كبريائي.. فأنصحك بأن لا تجرِّب كبرياء النساء، فإنهن مهما أحببنك ومهما عشقنك لا يمكنك أبداً أن تكسر كبريائهن، ففي حال خذلانك لتلك المرأة الضعيفة؛ تنهض أخريات أقوى منها بمئات المرات ليُرممن ما انكسر فيها، وتصبح أكثر قسوةً وتصلباً من ذي قبل.. فأسألك بالله بأن لا تأتي في يوم من الأيام وتسألني عن حبك القديم، ولِما أصبحتُ بهذه القسوة والجفاء، فهذا زرعُ يديكَ يا صديقي وها أنتَ تجنيه الآن، ولسنا نحصدُ إلا ما نزرع..
..
كذلك أودُ بأن تعلم بأنني لن أدعو عليك ولن أقول لك بأن الدنيا تدور وبأنك ستذوق ما أذقتني إياه، لا.. لا.. فما هذا بفعل حبٍ أبداً، ربما لم يكُن مقدراً لنا بأن نُكمل هذه الحياة معاً، فما ذنبُ كلانا ليتحمل ذنب الآخر؟ لم أعتد على أن أحمل في قلبي ضغينةً لأيٍ كان سواءً كان قريباً أم غريباً، فما بالي أحملها عليكَ وقد كنتَ ساكناً في القلب؟ ولكنني أسأل الله بأن يمسح على قلبي، وأن يُذهب عنه الَحزَن، وألاَّ يعلقَّهُ بما ليس له فيه نصيب، وبأن يعوضني بقلبٍ أكثر صدقاً وإخلاصاً، يحتويني بحسناتي وسيئاتي، ويفعل المستحيل لأجل بقاء الود، وألاَّ يترك أبواب قلبي مشرعةً عند أول عاصفةٍ تهبُ علينا..
..
وختاماً يا صديقي..
أدعو الله بأن لا يُذيقكَ من نفس الكأس التي أذقتني إياها، وبأن لا يكسر لك قلباً كما كسرتَ قلبي، ليس جُبناً مني، ولكن لتعلم أي قلبٍ طيبٍ قد فرَّطت فيه، بينما أنتَ مستمرٌ في البحث عن قلبٍ لا يُشبهكَ..
أتُراكَ راعكَ التناغم المخيف لنبض قلبينا؟ أتُراكَ شعرتَ بالرُعب من تشابه أذواقنا في الكتب والموسيقى؟ فطفقتَ تبحثُ عن قلبٍ غريبٍ لا يُشبهكَ من باب التغيير.. لستُ أدري.. ولكن عندما تعرفُ الإجابة أرجو بأن لا يكون الوقت قد تأخر على كِلانا، وبألا نكون قد نضجنا وهرِمنا كثيراً على ما حملتهُ قلوبنا يوماً، لدرجة تسميتهِ طيشاً وجنوناً عشرينياً..
..
ميثاء الراشدي
..
١٥/١/٢٠١٩
رائعة كروعتك .. استمري يا صديقتي..او بالحق " يا حبيبتي " ف حب الأحباب و إن كان به شح ف حب الأصدقاء مورد لا ينضب.
ردحذفكعادتك دائما جميلتي تأسرينا يبكلماتك الأنيقة نعيش معك المقال حرفا حرفا.. بورك قلمك
ردحذففخورة بك يا صديقتي
بورگت أناملگ غاليتي' ،رائع 🌟
ردحذف