حفنةٌ من السعادة! ❤️

-
حفنةٌ من السعادة!

عندما جئتَ إلى الدنيا يا حبيبي كنا بحاجةٍ لجرعةٍ من السعادة، كان جو البيت رمادياً، يعمه السكون، كُنا نفتقد للغة الضجيج، لبكاء طفلٍ يشقُ سكون الليل، لضحكاتٍ بريئة تسكن زوايا المنزل، لأقدامٍ صغيرةٍ تضع بصماتها في كل غرفة، فأتيت أنتَ يا صغيري وأتت معك الحياة لعائلتنا..
..
أتذكر جيداً أول مرةٍ احتضنتُ فيها جسدك المتغضن الضئيل، وشممتُ رائحة الطهر في خلاياك، وتأملتُ عينيكَ الصافيتين، ولمستُ يديكَ الصغيرتين القطنيتين، أجل كان ملمسهما ناعماً كالقطن، وكأنك قُطِفتَ من غيمة، قبلتُ الخد الناعم واليدين الحبيبتين، دعوتُ الله في سري بأن يحفظك من كل عينٍ نظرت إليك ولم تُسمي عليك، فقد أحببتكَ منذ أول وهلة رأيتكَ فيها، وتغلغل حبكَ في مسامي..
..
كبرتَ يا مهجة القلب، وكبُر حُبكَ في قلبي، وها أنتَ اليوم تركض على قدميك الدقيقتين بلا توقف، وكأنك تعوضُ سنةً كاملة من القعود وعدم الحركة، والضحكة لا تفارق وجهك الجميل، أمسكَ بكَ من تحت ذراعيكَ، أُقبلُ خديكَ المتوردين، وأرمي بجسدك الصغير في الهواء، تملأُ ضحكاتك المكان، وينشرحُ صدري، ثم أمسكُ بك من جديد، ونُعيد الكرة ثانية وثالثة وعاشرةً، إلى أن أحس بالإعياء، ثم أحتضنكَ بكل قوتي، وتنفجر ضاحكاً، فأدعو في قلبي بأن يحفظ الله تلك الضحكة..
..
ميثاء الراشدي

٢١/١/٢٠١٩

تعليقات

  1. Unknown21 يناير 2019 في 10:08 ص

    أدام الله أجواء الفرح في حياتكم وحفظ الله من يقلب جو الحياة بتلك الجرعات التي أدعو الله أن تحقن في أوردتكم بجرعات زائدة لتشفي غليل نفسي في رؤية من أحب بكامل تفاصيل الاستمتاع والنشوة والسعادة.. 🌸 بوركت ِِ وبوركت أناملك المبدعة🌸

    ردحذف
  2. Unknown21 يناير 2019 في 9:11 م

    أشعرتني كلَماتك ببهجة اللحظات. . أدام ربي لكم السعادة والفرح

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وسيلة وليست غاية! 💕

-
وسيلة وليست غاية ! ربُما يُخيل للكثير من الناس أن الفنان يسعى من خلال أعماله للتمجيد والتبجيل والشهرة، ولكنني أخبركم بأن الفنان الحقيقي لا تهمه هذه الشكليات بقدر ما يهمه جوهر الأشياء .. وإتقان أي نوعٍ من أنواع الفنون من الأمور التي تحتاج إلى إرادة وصقل وتدريب، والأهم من ذلك أن يكون لديك دافع وإلهام للإبداع، فالفن وسيلة لإيصال مشاعرك وأحاسيسك المكبوته، وليس غاية في حد ذاته .. .. لقد زرع الله تعالى بذرة الموهبة في كل نفسٍ بشرية، فلا يوجد إنسانٌ بلا موهبة، ولكن هناك من لم يكتشف مواطن الإبداع فيه، فعاش حياته بلا هدفٍ ولا معنى، فالإنسان الذكي سيبحث عن تلك البذرة التي أودعها الله في داخله، وسيتعهدها بالرعاية والإهتمام، إلى أن تصبح برعماً جميلاً، فشجيرةً صغيرة، ثم شجرةٌ وارفةٌ يستظل تحت ظلها وينعم بثمارها .. .. لقد أحببتُ الرسم منذ نعومة أظفاري، منذ امتلاكي أول علبة تلوين، وأنا أعشق الرسم وأخط بالألوان، وأملأ دفتر الرسم بوجوه الأشخاص والزهور...
قراءة المزيد

من أنت في الحُب؟ ♥️

-
من  أنت  في  الحُب؟ ! الحُب  تلك  العاطفة  الرقيقة التي  تُحيل  الجبل  سهلاً،  وتُذيب  الثلج  فيغدو  نهراً،  وتصنع  الأعاجيب  والسحر  في  بني  البشر،  فأنت  حينما  تقعُ  في  الحُب  لن  تعود  كسابق  عهدك،  سيلاحظ  من  حولك  بعض  الأعراض  الجانبية: .. تسرحُ  كثيراً  وتغيب  عن  العالم،  بينما  أنت  تحلم  بلقاء  المحبوب،  وتتخيل  شكل  لقاءكما .. تهتم  بهندامك  وشكلك  الخارجي،  وتتزين  كما  لو  أنك  في  صدد  لقاءِ  شخصيةٍ  مهمة .. تستمع  لصوت  الطبيعة  الهادئ،  ويلذُ  لأذنك  صوت  تغريد  العصافير،  بينما  تبتسم  ببلاهة  فأنت  تتخيل  محبوبك  بجانبك  وهو  يستمتع  معك  بنفس  الأجواء .. تتأثر  ...
قراءة المزيد

علمني كيف أنسى! 💔

-
علمني كيف أنسى ! ‏" وقال العقلُ دعْهُ ولا تزُرْهُ .. وقالَ القلبُ فلْتذهبْ إليهِ حديثُ العقلِ موضوعٌ ولكن .. حديثُ القلبِ متفقٌ عليهِ " صباحك ياسمينٌ سيدي، أتيتُك اليوم بطلبٍ غريب، أتيتُ وأنا أحمل قلبي بكفي، هذا القلب الذي لا يتعلم ولا يفقه شيئاً، أرجوك بأن تنظر في حالته، فقد أعيتني الحيلة، وأعلم بأن داءه ودواءه نادرٌ جداً، وأعلم أنك الوحيد الذي تعلمه .. .. لقد مرت أيامٌ وهذا القلبُ السقيم يهذي بإسمك يا صاحبي، لقد باتت دقاته تفضحني، وهي تترنم بأحرف اسمك الرباعي كمقطوعةٍ موسيقية، والعقل يصرخُ فيه حانقاً ويعض الأنامل عليه من الغيظ، ولكن لا فائدة تُرجى من هذا القلب العليل، فأرجوك بأن تخبرني بالوصفة السرية للنسيان، وكيف أمنعهُ من التعلق بك؟ .. لقد حاول عقلي أن يثنيهُ عن جنونه وهذيانه، أجل لقد حاول أن يتجاهل مشاعره، وبأن يدوس عليها بأقصى قوته، ولكنه القلب يا قلبي، فكيف السبيل إلى لجم عنفوانه؟ أنا حقاً أعتذر على إزعاجك سيدي فلقد ...
قراءة المزيد