من يُعيد القلب بِكراً؟
من يُعيد القلب بِكرا؟
هذا الصباح كنتُ أتأمل ملامح وجهي في المرآة، وقلتُ في نفسي لقد مرّ على هذا الوجه الكثير من السنين، لقد مرّت لحظات الفرح كحلمٍ عابر، ومرّت ساعات الحزن كسنين ثقيلة كئيبة.. ثم وضعتُ يدي على قلبي وقلتُ: لقد طار هذا القلب مع الأطيار في لحظة سعادة، وتقسم إلى أجزاء مهشمة في لحظة خذلان..
..
حانت مني التفاتةٌ إلى صورة لي وأنا لا أزالُ طفلة، وضعتها أمامي على المنضدة، ومرت بخاطري بعضٌ من أحلامي البسيطة التي كانت تراود خَلد طفلةٍ لم تعرف من الدنيا سوى طعم غزل البنات وهو يذوب سريعاً في الفم كأحلامها الوردية.. حيث تقفز فوق غيمةٍ من الأمنيات قفزاتٍ رشيقة، والفرح يغمر قلبها الغض.. وعندما يُخيَّلُ إليها أنها تستطيع الولوج إلى شاشة التلفاز ومشاركة شخصياتها الكرتونية المرح..
..
وحين كان يتبادر لذهنها البريء بأن الجدات يمتلكن مخبأً سرياً للحكايات كلما أرخى الليل أجفانهُ قمنَ بحنكتهن المعهودة باقتناص حكايةٍ ما، لذلك لا تنفد حكاياتهن الشيّقة.. كانت نقيةً لدرجة أن أكثر ما كان يخيفها هو ذلك اللص الذي يتسلل إلى البيوت ليلاً ليسرق الأطفال المشاغبين والذين لا ينامون مبكراً، لذلك كانت تحرص دائماً على أن تكون أول من يغمض عينيه حتى لو لم تنم فعلياً، فيهرب منها نصف الحكاية..
..
تنهدتُ بمرارة وأنا أُعيد الصورة إلى مكانها، وخططتُ في مفكرتي بعضاً من العبارات التي باتت كغصةٍ تتحشرج في صدري..
"تُرى من يُعيد لنا أحلام الصغار، وبراءة الأفكار والمعتقدات، من يُعيد لنا أحضان الجدات، والحكايات التي لا تنتهي، ولِمَ أصبح غزل البنات خالٍ من الحلاوة؟"
..
مَن يُعيدُ القلبَ بِكرًا
مَن يُعيدُ الآنَ فينا
صِدقَ إحساسِ الصغارْ
#فاروق_جويدة
..
ميثاء الراشدي
٢٤/١/٢٠١٩
يقف الكلام عاجزا عن الرد.. من يعيد كل صغيرة وكبيرة درج القلب على حبها !!! مذ كانت أظفارنا تتصف بالنعومة والليونة...ولكن قد يعيد الحب مجدا قد يعيد الحب طهرا يشبه حس الطفولة🌸 وسلاما على حكايا الجدات وعلى عنفوان الطفولة🌸
ردحذف