عشرٌ مضت! 🌸

عشرٌ مضت!

عشرٌ مضت كحلمٍ عابرٍ يُداعب خيالي، عشرُ سنواتٍ من عمري شكّلت شخصيتي التي ترونها الآن أمامكم، هل كان الأمر يحتاج لعشرِ سنواتٍ حتى نُدرك أن العمر يمضي سريعاً؟ بالطبع لا! فأنا أؤمن أن العبرة ليست بعدد السنوات وإنما بما قدمنا فيها وما حققنا فيها من إنجازاتٍ تُحسب إلى رصيدنا الشحيح..
..
قرأتُ مرةً بأنه سيأتي زمانٌ على المرء يتمنى الحصول على أشياءٍ عادية تعتبر من حقوقه، ولكنه يعدها من الأحلام، كالوظيفة والمنزل والاستقرار والسيارة وغيرها من الأمور، وحينما أتأمل في هذه المقولة المؤلمة أجدها واقعاً متجسداً في زمننا، فهل استصغرنا أحلامنا لهذه الدرجة؟ بحيث إذا حصلنا على على حقٍ من حقوقنا عدنناه حلماً تحقق؟
..
ولكن ما يهم الآن أن لا يسعى المرء ليصبح أفضل من غيره ولكن ليصبح أفضل مما كان في السابق، فقبل عشر سنواتٍ لا أُكاد أعرفني:
كنتُ تلك الفتاة الهادئة المجتهدة دراسياً والتي كان جُل إهتمامها الحصول على معدلٍ عالٍ يؤهلها للدخول إلى أفضل الجامعات، صديقاتي لا يتجاوزن أصابع يدي، وأغلبهن صديقات دراسة (مصلحة)، وخلال هذه السنوات تعلمتُ كيف أفرِّق بين الصديق والزميل..
..
لم تكن ثقافتي تتعدى ما يتطلبه منهج الدراسة وما يتعلق به، حيث صببتُ اهتمامي على الدراسة ولا غير، وكانت علاقتي بالناس من حولي محدودة لا تُكاد تُذكر، وهو ما شجّع بعض قريباتي على حثي على إنشاء صداقاتٍ جديدة، وكنتُ أتلقى تلك النصيحة بابتسامةٍ ساخرة، فمن أنتن لتخبرنني كيف أحيا حياتي؟ ولكنها كانت نصيحةً جيدة على أية حال في زمنٍ يحدد للصداقة تاريخ انتهاء..
..
كان العالم في نظري لا يتعدى حدود بلدي عمان، حيث لم أعش تجربة السفر بعد، أما الآن وقد سافرتُ لعدة بلدان مختلفة فقد أدركتُ قيمة السفر وأثره في صناعة الشخصية المستقلة، وزيادة الوعي والنضج العقلي لدى الفرد..
..
لم يكن للكتابة حيزٌ في دائرة اهتماماتي، حيث لم أختبر بعد لذة الحروف وهي تنساب عذوبةً من شفتي إلى أوراقي، وكانت القراءة مجرد وسيلة للتسلية وتمضية الوقت، بينما الآن هي أكسجيني الذي لا أحيا بدونه!
..
وختاماً شكراً لكِ أيتها السنوات العشر، فلم تمضِ سُدىً، وإنما شكلتِ ملامح شخصيتي، وأظهرتِ لي ما كنتُ أجهل، وأهديتني أناساً أعدهم كنزاً لا يُقدر بثمن بينما كنتُ أجمع الحجارة، وشحذتِ فيَّ روح القارئ وصقلتِ فيَّ جوهر الكاتب في آنٍ واحد، ولا زلتُ أتغنى بقول الشاعر:
ليس الفتى من قال كان أبي.. إن الفتى من قال ها أنا ذا
..
ميثاء الراشدي

٨/٢/٢٠١٩

تعليقات

  1. البحث عن الماس يحتاج إلى تنقيب ودراسة عميقة.. كذلك أنت تحتاجين إلى تنقيب وبحث بعمق لتصلي إلى الأصدقاء الحقيقيين 🌸 بورك عطاؤك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وسيلة وليست غاية! 💕

من أنت في الحُب؟ ♥️

علمني كيف أنسى! 💔