حلمٌ لم يتحقق! 💔
حلمٌ لم يتحقق!
كم مرةٍ حلمنا وتمنينا ولم يُكتب لأمانينا أن ترى النور، وكم حزننا عليها كمداً وألماً، ونحن نجهل ما سيلحقنا من أذى إن تحققت؛ حتى إذا انكشفت الحقيقة أمام أعيُننا أدركنا رحمة الله بنا وحمدناه على أن منعها عنا بحكمته وقضاءه، وكل قضاء الله خير..
..
كفتاة أعلم بأن حلم كل فتاةٍ الزواج من رجلٍ يحبها ويقدرها ويحترمها، ولكن هل يُعقل أن أتزوج أياً كان؟ هل يُعقل أن أتزوج شخصاً لا أعرف عنه شيئاً سوى اسمه واسم قبيلته ووظيفته؟ هل يُعقل أن أربط مصيري بأول شخصٍ يطرق بابي؟ إني أرى في ذلك مخاطرةً عظيمة، ولا أدري هل أسميها شجاعةً أم سذاجة، هل انقرض الرجال جميعهم من على سطح الكرة الأرضية لترضي بأول خاطب؟
..
نعم أعترف بأنني كنتُ أتمنى بأن أتزوج، ولكن الأمنية شيء والواقع شيء آخر، وفي كل مرةٍ يتقدم أحدهم لخطبتي كنتُ أرفض بعد تفكير ومشورة، كنتُ أعقد اجتماعاً طارئاً مع عقلي وقلبي، ونجلس معاً متحلقين حول الطاولة المستديرة، فيلين قلبي ويبدأ بالضغط علي لكي أوافق، ولكن في اللحظة الحاسمة يقف العقل ويضرب الطاولة بيده بكل قوته، وينهرني قائلاً: "أجُننتي؟! هل ستوافقين هكذا؟ وأنتِ لا تعرفين شيئاً عن هذا الرجل إلا ما سمعته عنه؟ ألم يخطر ببالكِ بأنكِ ستعيشين معه بقية عمركِ أيتها البلهاء؟ ما الذي يضمن لكِ صلاحه؟"، وكنتُ أقف حائرةً بينهما لا أعلم ما أقول، فيأتي القلب ويربتُ على كتفي قائلاً: "استمعي إلي، إنكِ ترفضين كل من يتقدم لكِ وهذا ليس في صالحكِ، فالعمر يمضي وسيفوتكِ القطار، وسينتهي بكِ المطاف وحيدةً بلا مُعيل.."، فيصرخ فيه العقل: "كفى!!! ما هذه الترهات؟؟!!"، عندها أقف غاضبةً وأقلب الطاولة على من فيها، وأخبر عائلتي بقراري النهائي..
..
والآن عندما أحدثُ نفسي: "لو تحققت هذه الأمنية منذ زمن عندما لم أكن مستعدةً بعد، هل كنتُ سأنجز ما أنجزتُ للآن؟؟"..
هل كنتُ سأحظى بوظيفة جيدة وأستقل مادياً؟
هل كنتُ سأحظى بوقتٍ كافٍ للاستمتاع بقراءة العديد من الكتب؟
هل كنتُ سأحظى بوقت فراغٍ كبير أمارس فيه هواياتي، كالرسم والكتابة والحياكة؟
هل كنتُ سأحظى بالوقت الكافي لأخطط وأنفذ العديد من المشاريع المتعلقة بمجال عملي؟
هل كنتُ سأستخرج رخصة قيادة وأقتني مركبةً جديدة من حر مالي؟
هل وهل وهل..
..
فسبحان الله، قد يكون المنع لحكمةٍ أرادها الله لي، حتى أصل لمرحلة أكون فيها مستعدةً من جميع النواحي، وقد تأسستُ بشكل جيد، ونضجتُ عقلاً وفكراً، فأنا أؤمن بأنه لا يوجد وقت محدد للزواج أو الوظيفة أو غيرها من الأمور، ولكن كل شخصٍ يعمل حسب توقيته الخاص، وقد يكون توقيتي يختلف عن توقيت الكثير ممن حولي، فتعلمتُ ألا أقارن نفسي بغيري، وأعيش راضيةً بما قسمه الله لي، وأنا كلي ثقة بأن الله يخبئ لي الأفضل..
..
ميثاء الراشدي
٢٠/٢/٢٠١٩
مبًدعة كعادتك في اختيار كلماتك ميثاء ..اتمنى لك حياة سعيدة وتحقيق كل احلامك
ردحذف