ذات مطر! ☔️♥️
ذات مطر!
في تلك الليلة الغائمة كُنتُ أحتسي كوباً من منقوع أزهار البابونج وأتأمل الشارع المُطل على منزلي من نافذة غرفتي، وأنا أدعو في سري بأن يُحقق الله لي أمانيَّ المؤجلة، وأنتَ كُنتَ أغلى أُمنياتي كما تعلم.. فجأةً سمعتُ صوت رنين هاتفي، التقطتهُ ولمحتُ اسمكَ المحبوب يومضُ على شاشته، ابتسمتُ بجذل إذ كُنتُ أفكر فيكَ لتويّ..
- مرحباً يا جميلتي، كيف حالك؟
- أهلاً بكَ عزيزي، الحمدلله إني بأفضل حال، لقد كُنتُ أفكر فيكَ الساعة..!
- حقاً؟ كم أنا محظوظ!
- ههههه أجل..
- ماذا تفعلين الآن؟
- لا شيء مهم..
- أتعلمين ما أتمنى الآن؟
- ماذا؟
- أن أعانقكِ تحت المطر..
- حقاً، أوتعلم ما أتمنى؟
- ماذا؟
- أن تُمطر..
- إذاً لم لا نجعل الأماني حقيقة؟!
- كيف؟!
- أخرجي، إنني عند عتبة بابكِ..
- ماذا؟! أجُننت؟!
- مجنونٌ بحبكِ!
نزلتُ مسرعةً لأتأكد مما سمعتهُ توي، ونسيتُ أن أرتدي معطف المطر خاصتي، كُنتَ تقفُ في الطرف الآخر من الشارع المقابل لمنزلي، يالك من مجنون! جريتُ نحوكَ بأقصى سرعتي، وحين وصلتُ إليك التقفتني ذراعاكَ وأنت تحاول ضمي إليكَ، ابتعدتُ عنكَ قليلاً قائلةً:
- لا تتهور أيها المجنون..
وما إن أتممتُ جملتي حتى وكأن أبواب السماء انفتحت لتوها بمطرٍ غزير بلل جميع ملابسي، وأفسد شعري، شهقتُ من هول الصدمة وأنا أنظر إليك.. باغتتني حينها وأنت تضع معطفك الثقيل على كتفَي وتأخذ بيدي لأقرب مظلة، أجلستني على الكرسي وجلست بجانبي وأنت تحتضن كتفي محاولاً تدفئتي، ثم همستَ في أذني بخُبث:
- ما رأيكِ يا جميلتي وقد تحققت أمانينا؟
احمرَّت وجنتاي خجلاً ولم أستطع النظر إلى عينيكَ، ولاح على مُحياي شبح ابتسامةٍ، حينها انتهزت فرصتكَ وطبعتَ قُبلةً ممزوجةً بطعم المطر على شفتيَّ المرتجفتين، أغمضتُ عينيَ وقد بدوتُ كالمخدرة إثر تلك القُبلة الرقيقة ورائحة عطرك الآسرة، ثم انتبهنا على أصوات أبواق السيارات وهي تمر بالشارع من أمامنا..
- حبيبتي، ألم يحن الوقت لتعودي إلى منزلكِ؟
- ماذا؟ هل مللتَ مني؟ (عبستُ بوجهي)
- لا لا حاشى لله، ولكنني أخشى بأن تمرضي.. (قُلت بابتسامةٍ جميلة)
- حسناً إذاً، سأذهب الآن.. (وقفتُ مستعدةً للرحيل)
- إلى اللقاء يا قلبي..
- إلى اللقاء يا من تسكن قلبي..
وهرعتُ إلى منزلي وأنت ما تزال تنظر إليَّ إلى أن وصلتُ لباب منزلي، حينها لوحتُ بيدي لكَ وولجتُ إلى داخل المنزل، وانتبهتُ بأن شيئاً ثقيلاً معلقاً على كتفيّ، ياإلهي إنه معطفكَ! استدرتُ عائدةً لأرجعهُ لك ولكنكَ كُنتَ قد غادرت، فاحتضنتُ المعطف إلى صدري ودعوتُ الله بأن يحفظك لي، وبأن يجمعني بكَ قريباً..
..
تمت
..
ميثاء الراشدي
١٣/٤/٢٠١٩
تعليقات
إرسال تعليق