الحُب كوب قهوةٍ وكتاب! ☕️💕

الحُب كوب قهوة وكتاب!

(١)
صباحك ياسمين حجازي وورد توليبٍ سامق الأعناقِ، احمرّت بتلاته كخدِ طفلة تورد خجلاً إثر قُبلةٍ عابرة.. أراك َعاكفٌ فوق الكتب والكشاكيل وفي الطرف القصي من مكتبك تتربع علبة معدنية مزخرفة تصطف داخلها حفنة من الأقلام الفسفورية، والتي تستخدمها عادةً لاقتناص اقتباساتك التي ملأت بها الدفاتر والأوراق.. وحبرٌ أسود تخضبت به أناملك السمراء التي أعشق تقاسيمها، وأنت منهمك بالبحث عن أقوى بيتٍ شعريٍ لتبارزني به في باكورة الصباح كفارسٍ مقدام.. فمنذ عرفتكَ وأنت تعشق مناظرتي في الشعر وتتباهى أمامي بمخزونك الشعري والأدبي متفاخراً.. ولا أملك أمامك سوى الرضوخ، فشغفك هذا يدفعني للقراءة أكثر من أمهات الكتب الأدبية، فمثلك لا يُبارز ولا يبارى في الشعر والأدب، وما أنا أمامك سوى تلميذة تنهل العلم بين يديك..
..
(٢)
وعندما نهم بالمغادرة من عشنا الصغير، تمسكُ بمعطفي الطويل الذي يصل إلى منتصف ساقي، والذي أهديتني إياه في عيد مولدي الماضي، وتبادر بلباقة لتُلبسني إياه، حيث تقوم بإغلاق كل زرٍ ببطء، وأنت تتأمل وجهي الذي احمرَّ خجلاً. تطبع قبلة على خدي الايسر، تماماً فوق الغمازة اليتمية، فيتورد الخد المسكين، أُبعدك قليلاً عني وأقول بتلعثم: "لـ.. لقد تأخر.. تأخرنا." تمسك بيدي وتناولني حقيبتي مع ابتسامة كبيرة، تعاملني كطفلة تستعد ليومها الدراسي الأول، فأنظر إليك وأنا أبتسم امتعاظاً، تحدثك عيناي "إلى متى تعاملني كطفلة؟" تقرأ أفكاري وتبتسم بمكر وتقول: "ستظلين طفلتي المدللة إلى أن يأكل الشيبُ رأسكِ!"، أصيحُ معترضةً بأنك ستشيخُ قبلي لا محالة، تزفر بحزن وتنظر إلي نظرة عتابٍ، ثم تُغمض عينيك وأنت تنشد: "عيرتني بالشيب وهو وقار.. ليتها عيرت بما هو عارُ"
أشعر بالذنب سريعاً، فأنت تؤثر بي أكثر مما تتخيل، تنظر إلي وتلاحظ تأثري، فتنفجر ضاحكاً، أكور قبضة يدي الصغيرة وأهوي بها على كتفك ولكنك كجبلٍ لا يتأثر، بل تُمسك رأسي بيديك كلتيهما وتُقبل ما بين عينيَ معتذراً، بينما تتراقص الفراشات في معدتي؛ نخرج معاً وعند عتبة الباب نفترق بأجسادنا كلٌ إلى عمله، وقد أودعنا قلبينا عند بعضنا..
..
(٣)
في نهاية اليوم، أعود إلى ملاذنا الدافئ، كطيرٍ مرهقٍ أنهكهُ السفر.. أُدير مقبض الباب وتستقبلني رائحة القهوة التي تعدها خصيصاً لي، كم أعشق طعم القهوة عندما تعدها بكل حبٍ، تضع إبريق الماء فوق الموقد ليسخن لدرجة حرارة معينة، وفي الوقت نفسه تحمص بمهارة حبات القهوة التركية بالبندق والتي تعلم أني أعشقها، تُعدها بطريقتك المحببة وتضيف لها قطراتٍ من العسل، فتغدو كخمرٍ سكرهُ حلال.. نذوب كلانا في كوب قهوة ويرافقنا كتاب.. نضع أقدامنا بالقرب من المدفأة العتيقة ونلتحف بشال خفيف من صوف تميزه المربعات السكرية والقلوب الوردية، والذي قمتُ بحياكته الشهر الماضي..
..
تمت
..
ميثاء الراشدي
٢٣/٧/٢٠١٨

تعليقات

  1. توني شفته المقال جممييييييل م تكتبي انار الله بصيرتك ..،أوسع الله عليك من خيره الكثير

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وسيلة وليست غاية! 💕

من أنت في الحُب؟ ♥️

علمني كيف أنسى! 💔