أحببتُ طيراً! 🕊💕
أحببتُ طيراً!
عندما التقيتُ بكَ لأول مرةٍ كُنتَ طيراً شريداً، تبحثُ عن ملجئ، تخطو بحذرٍ، تُقدم قدماً وتؤخر أخرى، تتأكد من مدى الأمن والسلام في العُش الجديد، وجدتَهُ خالياً لم يدخلهُ أحدٌ من قبلك، تمرغتَ في أحضانهِ لفترةٍ غير وجيزة، أعجبكَ، أسميتهُ "وطناً"..
..
ولكنكَ كعادة الطيور تهوى الطيران، وتقتلكَ الرتابة والكسل، إن الراحة والدعة تُسقطِ الريش من أجنحتك، وأنتَ تواقٌ للسماء، سافرتَ كثيراً، زُرت بلداناً كثيرة، التقيتَ بطيورٍ أخرى، وكلما التقيتَ بطيرٍ جديد كُنتَ تُخبرهُ عن وطنك، ذلك الوطن البعيد، ولكنكَ ما تلبثُ تُوهم نفسكَ أنه لا يليقُ بكَ، فتحاول إيجاد عُشٍ جديد، به كل وسائل الراحة..
..
بينما غدا عُشكَ موحشاً، لم يسكنهُ من بعدك أحد، ينتظر عودتكَ بلهفة، يؤلمهُ الهجران وطول المسافة، كُل من يحاول الولوج فيه يُقابل بالصد والرفض، تؤرقهُ مشاعر الصد منك، يشتاقُ لرؤيتكَ بين أحضانه، وأنت تتنفس هوائه وتشربُ من مائه، وعُودكَ لايقوى إلا بين جدرانه..
..
لقد عُدتَ نعم، ولكن بعد أن بدلتَ وطنكَ ودينكَ، لقد بدوتَ غريباً، مختلفاً، محاطٌ بهالةٍ غامضة، تخلصتَ من قشور وطنكَ القديم، ذلك الوطنُ الذي يأنُ كمداً وحُزناً، أشرعتَ أبوابهُ وأنتَ تحاول إقناعهُ بأن يسمحَ لمستوطنٍ غريب أن يسكُن بين جدرانه، ويستبيح خيراته، ويقطف أزهاره التي لم تكُن تُزهر إلا لك، ويعبثُ في مائه ويحبس هوائه الذي لم يكُن يصفو إلا لك، طلبكَ صعبٌ جداً، فالوطن لا يُستبدل يا طير، الوطن هو ما يسكن فينا لا ما نسكنه، وطنكَ عنيدٌ جداً، وسيُبقي أبوابهُ موصدةٌ في أوجه المحتلين، سيبتلعُ مفتاحهُ إلى أن تقرر العودة إليه بطيب خاطر..
..
وطنُكَ الذي يتوق لعودتك..
..
ميثاء الراشدي
٣/٥/٢٠١٩
الوطن يا ميثاء هو أنا هو أنت هو نحن ! الوطن ليس مكانا بل انسانا
ردحذفمعجب بك وبقلمك الدافيء .. تحياتي لك
دائما كتاباتك ما تأخني إلى عالم آخر ممتلئ بالكتب وطياته مملؤه بالعبر وبالقصص والحروف فوقها تططاير لحنها يطبطب على قلبي بأفراح ما رايت مثلها أنغامها تجعل الروح تخرج من الجسد وتتراقص تحت المروج الخضراء كم أرتاح عند قرائتي لتلك الكلمات المرسومه بإحلى هيئه التي تشاطرني الشعورا بالسعاده وبختصار لقد أذهلتني جداا موفقه 💖👏
ردحذفنص جميل جداً ،، أبدعتي ميثاء ..
ردحذف