وسيلة وليست غاية! 💕

وسيلة وليست غاية!

ربُما يُخيل للكثير من الناس أن الفنان يسعى من خلال أعماله للتمجيد والتبجيل والشهرة، ولكنني أخبركم بأن الفنان الحقيقي لا تهمه هذه الشكليات بقدر ما يهمه جوهر الأشياء.. وإتقان أي نوعٍ من أنواع الفنون من الأمور التي تحتاج إلى إرادة وصقل وتدريب، والأهم من ذلك أن يكون لديك دافع وإلهام للإبداع، فالفن وسيلة لإيصال مشاعرك وأحاسيسك المكبوته، وليس غاية في حد ذاته..

..

لقد زرع الله تعالى بذرة الموهبة في كل نفسٍ بشرية، فلا يوجد إنسانٌ بلا موهبة، ولكن هناك من لم يكتشف مواطن الإبداع فيه، فعاش حياته بلا هدفٍ ولا معنى، فالإنسان الذكي سيبحث عن تلك البذرة التي أودعها الله في داخله، وسيتعهدها بالرعاية والإهتمام، إلى أن تصبح برعماً جميلاً، فشجيرةً صغيرة، ثم شجرةٌ وارفةٌ يستظل تحت ظلها وينعم بثمارها..

..

لقد أحببتُ الرسم منذ نعومة أظفاري، منذ امتلاكي أول علبة تلوين، وأنا أعشق الرسم وأخط بالألوان، وأملأ دفتر الرسم بوجوه الأشخاص والزهور، أتذكر حين كُنتُ بالصف الثالث الابتدائي، حين أُعجبت معلمة الرسم بلوحتي البسيطة، وأشادت بي في الفصل، حينها لم أُحب المعلمة فقط، بل أحببتُ الرسم وبذلتُ جهدي لأطور مهاراتي..

..

مرت سنواتٌ عدة على تلك الحادثة، وقد تستغربون لما لم أُكمل في مجالٍ أحببته، نعم لا زلتُ أمتلك الموهبة، ولا زال الشغف موجوداً، ولكن الدافع طُعن في مقتل، فعندما كنتُ بالصف العاشر تعرضتُ لموقفٍ مناقضٍ تماماً، حيثُ كرهتُ معلمتي وكرهتُ التخصص في مجال الفنون التشكيلية، فالمعلم له دورٌ كبير في صياغة مستقبلك، فيا معشر المعلمون لا تقتلوا بُرعماً أخضراً يحاول أن يمد رأسه للشمس ليستمد من نورها، لنكن جسراً يعبره الجيل الناشئ نحو مستقبلٍ مشرق، فماذا يُضيرنا لو أننا أيقظنا الهمم النائمة، وأشعلنا المصابيح في طريقهم؟!

..

ميثاء الراشدي

٣٠/١/٢٠١٩